الى عشاق فلسطين

َسيحتفلونَ بعيدهمْ الأخيرْ,,,
سيعودونَ متلوِّنونَ بالحدئقْ,,,
سيفرحونَ ويغنُّونَ قصائدَ البنادقْ,,,
سيعدُّونَ السنابلَ والعناقيدِ والبيارِقْ,,,
سيكتبونَ على الليالي عذابهمُ الطويلُ الملئُ بالحرائقْ,,,
ويمشونَ أو يُحْمَلونَ في تلكَ الحواري و الأزقَّتِ فوقَ عِيونِنا
سيقطعونَ مسافاتِ حياتِهِمْ كالبيارِقْ,,,
َسيحتفلونَ بعيدهمْ الأخيرْ,,,
صامِتِينَ أنوارُهم تُضيءُ كالزَّنَابِقْ,,,
سيعودونَ مِنْ مَتاهاتِهمْ لِيزرعونَ زَيتوناً جديداً
ويحملونَ معاوِلَهمْ القديمه ويَرَوْنَ شمسهمْ عِندَ الشُّروقْ,,
و لِيَخبِزونَ ما فاتهمْ ويُشعِلونَ حَطَبهمْ و حَطبَ آبائهمْ,,
و لِيَكتُبونَ أشعارَهُمْ,,,
سيَعودونَ تَعِبينَ منْ أسفارِهِمْ,, يَجمَعونَ أشلائهمْ,,
و يتذكَّرونَ تِلكَ القبابَ والمَنازِلَ,, يتذكِّرونَ أحلامَهُمْ,,
سَينْفِضونَ غُبارَ السِّنينِ عنْ أكتافِهِمْ,,ويتذكَّرونَ أسمائهمْ,,
سَيحتَفِلونَ بِعيدِهمْ الأخيرْ ويَبحثونَ عمَّا ضاعَ منْ أحلامِهمْ,,,
حامِلينَ حَقائبهمْ المليئةِ بالسنينِ والحُدودِ والكَثيرِ منَ الأسماءْ,,
يُفتِّشونَ عنْ أطفالِهمْ وآبائهمْ ولا يَعرِفونَ ماذا جَرى لإبتِساماتِهمْ,,
صامِتينَ يبحثونَ عَنْ عُنوانٍ لِرِسالاتِهمْ,,,
هَلْ يَعرِفوننا,, هل يعرِفونَ أنَّ تلكَ العجوزُ كانت من أُمَّهاتهمْ,,
دَعهُمْ يُشعِلونَ ذِكرَياتِهم حطباً و خشباً من حقولهم و بيَّاراتِهمْ,,
دَعهُمْ يُداعِبونَالسَّنابِلَ ودَعْهمْ يُغازِلونَ جَاراتِهمْ,,
دَعْهمْ يَعرِفونَ أنَّ الأرضَ لَهمْ وأنَّ لَيموننا في دِمائهمْ,,
دَعهمْ يَرفعونَ رُؤوسَهمْ ثانِيَةً فَهمْ هُنا في بِيوتِهمْ ومُقدَّساتِهمْ,,
ودَعهمْ يَحتَفِلونَ بِهذا العيدِ الأخيرْ,,
دَعهمْ يَرقُصونَ و يَنسونَ المشانِقَ والخَنادِقْ,,
ويَتزوَّجونَ ويُنجِبونَ,,
دَعهمْ يَستَرجِعونَ إبتساماتِهم,,
ويَكتُبونَ أشعاراً جديدةً فقدْ أبكَتنا أشعارَهم,,
سَيحتفِلونَ بِعيدِهمْ الأخيرْ,,,
شامِخينَ مُنْتَصِبينَ كالمآذِنْ,,,
قَارِعينَ طُبولَهمْ كأجراسِ الكَنائسْ,,
يَتَمنَّونَ لو أنَّ تاريخَهمْ بَدأَ من هُنا,,
لَو أنَّهمْ يعودونَ أطفالاً,, يَتَلاعبونَ ويَغضَبونَ ويفرحونْ,,
لَو أنَّ ألعابَهمْ لَم تَكُنْ قَنابِلَ في جِيوبِهمْ وأدراجِهمْ,,
وأحجارَهمْ لَم تَكُنْ رَصاصاتِهم,,
ويَتمنَّونَ لوْ أنَّهم يَبكونَ في أحضانِ أُمَّهاتهمْ,, كالحمائمِ الساكنه,,
ولَو أنَّ دُموعَهمْ لمْ تَكُنْ مَمزوجةً في دِمائَهمْ,,
ويَعودونَ لِيُغَنُّونَ أُغنيةَ أجدادِهمْ,,,
أُغنيةَ أرضِهمْ وسُهولِهمْ وجِبالِهمْ,,,
فَهذا هُوَ عيدُهمْ الأخيرْ وبَعدَها,,
سَيتلوَّنونَ بِاحمِرارِ الزُهورِ في الحدائقْ,,,

الا يوجد ردوود؟؟

» الى كل عشاق برشلونة